"نصيبي من زمان الغيّ جرحٍ"


"نصيبي من زمان الغيّ جرحٍ"

- عن قصّة الحزن 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- أكتب الآن من مقر عملي - المؤقت - الذي أخشى أن أبقى فيه و هو بهذا الشكل الباهت القبيح .. لا توجد به أي قيمة إنسانية و هذا واللهِ وجعٌ يستعصي على التحمّل .. لكن لا يهم "خلك رجال"


- دائماً أفسر الحزن كما لا أعانيه و أحياه .. أفهمه - كما أعتقد - حتى يحلّ على نفسي فلستُ أعلم من أي بابٍ دخل ، و أنا الذي ظننت أن أسوار روحي محصّنة  .. إنّ للحزن تفسيراً لفظيًّا يجهّز الروحَ لحزنٍ قد يهدّها - و لأمرٍ ما - لا يتمكن الحزن مني في كلّ مره !

- صديقك الذي كنتَ بجانبه حينما تحطّمت جدرانه و رمّمت ما تراهُ يعنيك من هذا الجدار "الجزء الذي لا يبنيه إلا أنت" لم تكن تعلم أنك بهذا ترمم معنى الحزن في نفسك .. و تعمّق فكرتهُ في روحك .. و الحقيقة أنك تواسيه بكل ما تملك من شعور ثم - كما هي عادةُ الدنيا - تسقط أنت ، و تنهار ، و تتحطّم ، فلا تقاوم ما أنت فيه ، و كل ما واسيتَ به صاحبك تبعثر في أول انحناءه !! ثم ترى بهجتك تُختطف ، و تبارز القلب بالمنطق و ترى منطقك الذي عوّلت عليه صريعاً ، و بينما أنت تنتهي ،  و في منتصف ذلك كلّه .. تنهض !! كيف نهضت ؟ لا تعلم ، لكنّي أعتقد أن جدار صديقك الذي بنيته مدّ يده إليك و أقامك ثم أستندت عليه و أنت لا تعلم .. و هذا التفسير اللفظي الذي أعني .. كلماتك للمحزون لا تخذلك ، و لتجبرنّ ما كسّره الوجع في قلبك .


- كتبت عنوان ما دونتهُ هنا لأني أردد هذا الشطر دائماً و بلحنٍ ترنم به طلال
البارحة تأملت معنى الشطر فإذ بي أرى فلسفةً للحزنِ تتجلى بين خمس كلمات .. فكل من مشى على وجه الأرض يرقّ جداً لحزنه و يشعر أنه المحزون الأوحد منذ أن عاش الإنسان في الأرض .. و إن فطرة البشر دعت شاعراً أن يكتب "نصيبي من زمان الغيّ جرحٍ" حتى وإن كان الذي كتبه أمير سعودي يعيش بإمتيازاتٍ ملكية من يوم ولادته !! فماذا سيقول موجوعٌ فقير ؟ سيقول كما قال صاحب السمو طبعاً .. الإنسان يرى حزنه مجرة ، و كل ما سواه أصغر من الذرّة !

- العنوان تجاوزوه ، و هَبوا أني كتبتهُ لأني أحب الأغنية .. و لكن - و هذا المهم - أن أحزانكم تزول دائماً بمعجزة لا ترونها و لا تعلمونها قد تكون تلاشت بكلماتكم القديمة .. و مع السلامة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طفل علّيين - جاسم الصحيح

تغريدات الدكتور عدي الحربش وحديثه عن ديوان ( الأهلّة ) و شاعره محمد عبدالباري .

صورة العرب و الإسلام في وسائل الإعلام الغربية - محمد عابد الجابري