المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٨

- نعيمُ اللحظات !

صورة
نعيمُ اللحظات ! إيهٍ يا نعيم .. ماذا عسى القلبُ أن يروي ؟ و ماذا عن الحياةْ ؟ كيف لها أن تتوارى عنك ؟ نعيم الأفغانيّ  ، خبّازٌ بسيط في حيّ الناصرية بالرياض . وجههُ هذا حكاية ، لا . وجههُ ملحمةٌ كبرى فيها آلاف القصص والأحداث والسنينْ . لو كان للقصيدةِ أيّ قدرة للتّمثّل في بَشرٍ لكان نصيبُ القصيدة الصادقة من عينيه .. و ابتسامتهُ أجزمُ أنها استعاراتُ القصائد المرهفَة ، الاستعاراتُ التي تطمعُ فيها كل "ليلى" في الأرض .. عن نعيمٍ  أكرهُ استدعاءَ رائحة الخبز الجميلة ، و ضوء الشمسِ ، و الصحوِ ، و بداية الصباح . استدعاءاتٌ تحضر - بكلّ تعالٍ - لوصف كل خبّازي الدنيا ، أوصافٌ تثيرُ الشفقة أكثر من التعبير عن الكم الهائل من الصفاءِ الذي يتبعُ الحديثَ معه ! لا يشكو و كأنه لا يعاني ، يضحك . غربتهُ هادئةٌ بطيئةٌ زرعتْ حنيناً يثورُ كلّ يوم في صدرهْ . يذكرُ أهلهُ فتغرق عيناهُ بدمعٍ يستحي أن يبلّلَ وجنتيهْ . يذكرُ أرضهُ فيتذكّرُ أنها لم تعدْ تُعطيهْ ، يتذكّرُ أنها دفعتهُ دفعاً حتى خرج منها بلا شيء ! حتى قطيعُ البقر الذي يملكهُ استغنى عنهُ مُرغماً كما قال  لا تمتلئ