"شاي الشجرة"


"شاي الشجرة"

- مكان أحبه


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لا شيء أكتبه ! والله لا شيء
فجأة وجدتني هنا , بلا هدف , بلا فكرة , بلا موهبة تساعدني على الكتابة ! تحملوني .


- في حيّنا "بوفيّة" بسيطة لبيع الشاي , أسمها لا أعرفه و لكن محبيها أسموها "شاي الشجرة" بسبب موقعها اللطيف , فمكانها تحت شجرة كبيرة جداً تكرم الجميع بتواجدها في هذا المكان تحديداً .


- شاي الشجرة مكان صاخب , فيه لحظاتي الهادئة جداً ! أصادف لقاءات عابرة .. شعراء .. أناس لا أعرف عنهم إلا كوب الشاي الذي يجمعنا كل أسبوعين مره .. الكثير من تجاعيد التعب في وجوه العديد .. طعنات الفقر رأيتها في كثير من الملامح .. إبتسامات الضعفاء .. لا أنسى إحتضان "فوزي" عامل البوفيّة لي يوم عودته من سفره , و المفترض أن المستقبِل أنا ولكن ماذا أصنع بمن يسبقني بلطفه وحبّه دائماً ؟


- لم أكن أتصور أن يتشبث القلب بأمكنة البسطاء .. أفقدها إن غبت عنها .. أشتاق لضحكات الناس الحقيقية فيها .. الضحكات التي تحضر بكامل أناقتها حتى وإن كانت المقدمة من الأسنان مفقودة .. حتى و إن كانت الحياة تعتصر ما تبقى من بهجتهم .


- هناك جزء من صفوة الأرواح النقية في هذا العالم .. هناك عازفي الحب .. هناك فناني الحياة فعلاً .. هناك شموس كثيرة تشعّ من وسط عتمة الزوايا المظلمة .. هناك سحائب مطر لا يهطل كغيره .. مطرٌ طاهر .. مطر ينعش كل من تسقط زخّاته على قلبه .. هناك تُهدم جدارات الهم .. تسقط أقنعة الحياة .. هناك تُستبدل الكؤوس المُرّة بأحلى جرعات الحياة .. هناك منطقة لا تليق إلا بمن تمكّن النور من أفئدتهم .. لمن يضعون على الحياة لمسة حب و رقّة و بهاء .


- كما بدأت أنتهي .. كتبت لأعبّر لمكان أحبه  .. أعترف له أني أحب وقتي فيه .. أحب رؤية الناس فيه و العابرين من أمامه .. أحب زحامه .. حتى صديقي يبدو أجمل - عكس المعتاد - إذا كنّا هناك .. أغنياتي الكثيرة تسقط إلى قلبي هناك بكامل حزنها و طربها و لطفها .. كلام كثير جداً عنه .. أتمنى أن يصل لكم جزء مما أعني .. والسلام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طفل علّيين - جاسم الصحيح

تغريدات الدكتور عدي الحربش وحديثه عن ديوان ( الأهلّة ) و شاعره محمد عبدالباري .

صورة العرب و الإسلام في وسائل الإعلام الغربية - محمد عابد الجابري